العلم ليس مجرد قطعة قماش، بل هو روح الأمة. يمثل الهوية الجماعية، التاريخ، والمستقبل لشعبه. إنه قوة توحيدية تتجاوز السياسة، الدين، والانقسامات. إنه مقدّس، رمز للتضحية، الصمود، وطموحات الوطن بأسره.
لكن في لبنان، تراجع دور العلم. في كل شارع، حي، وساحة عامة، يكاد يُطمس تحت رايات الأحزاب السياسية، الرموز الطائفية، والأعلام الأجنبية. هذه ليست مجرد مشكلة بصرية، بل أزمة نفسية وثقافية تهدد أساس هوية لبنان الوطنية. لا يمكن لأي بلد أن يبني علامة وطنية قوية دون توحيد شعبه تحت علم واحد.
لماذا الأعلام مهمة؟ قوة الراية الوطنية
في كل بلد ناجح، العلم مقدّس، لا يُمس، ويحظى بالاحترام المطلق. فهو أبرز تجسيد مرئي لقيم الدولة، نضالاتها، وانتصاراتها.
العلم هو العلامة التجارية للأمة
لا يمكن بناء علامة تجارية لبنانية دون إحياء قوة العلم اللبناني. الدول التي نجحت في بناء هويتها الوطنية—فرنسا، تركيا، اليابان، الولايات المتحدة—جعلت من علمها رمزًا مطلقًا للوحدة والفخر.
في فرنسا، العلم الثلاثي الألوان موجود في كل مكان، يُصان بعناية، ويُحترم بقوانين صارمة. يُرفع بفخر على المباني الحكومية، المدارس، والمنازل. كل مواطن فرنسي يدرك أن علمه يُجسد قيم الحرية، المساواة، والأخوّة.
في تركيا، العلم ليس مجرد رمز، بل هو هوية وطنية. الأتراك يقدسون علمهم، فهو يرفرف فوق كل مبنى، مدرسة، محل تجاري، وساحة عامة. إهانة العلم تُعتبر إهانة للوطن. هذا الاحترام العميق ساعد تركيا في تعزيز وحدتها رغم التحديات السياسية.
في الولايات المتحدة، العلم الأمريكي هو رمز يجمع كل الأمريكيين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية. هناك بروتوكولات صارمة للعناية بالعلم، لا يجب أن يلمس الأرض، يجب أن يكون مضاءً ليلًا، ويجب رفعه دائمًا باحترام
في الإمارات، العلم رمز للوحدة والطموح والفخر. في يوم العلم، يرفعه الإماراتيون بفخر، تكريمًا لقوة الأمة وتقدمها. يُرفع بكل احترام وكرامة، ليعكس الهوية الوطنية الراسخة والوحدة.
أما في لبنان؟
بدلًا من أن يكون العلم اللبناني الرمز الأول للوحدة، تُخفيه رايات الأحزاب، القوى الأجنبية، والانقسامات الطائفية. هذه الفوضى أضعفت العلامة الوطنية اللبنانية، ومنعت لبنان من أن يصبح “علامة حب” تجذب الاحترام والانتماء عالميًا.
العلم يوحّد، والرايات السياسية تُقسّم
يجب أن يكون العلم اللبناني هو الراية الوحيدة في الشوارع، الساحات، والمؤسسات العامة. الأحزاب السياسية لها الحق في امتلاك رموزها، لكن يجب أن تبقى داخل مكاتبها، وليس على الطرقات العامة.
تخيل أن تمشي في بيروت، وترى فقط الأحمر، الأبيض، والأخضر، يُرفرف في كل منطقة، كل مدرسة، وكل مبنى حكومي. لا مزيد من الانقسامات، فقط رمز واحد، أمة واحدة، شعب واحد. هكذا تُعزز الدول هويتها ووحدتها.
القوة النفسية للعلم
تشير دراسات في علم النفس وعلم الاجتماع إلى أن الرموز الوطنية، خاصة الأعلام، لها تأثير عميق على الهوية الجماعية. عندما يرى المواطنون علمهم الوطني باستمرار، يتطور لديهم إحساس أقوى بالانتماء والفخر الوطني.
في اليابان، يتم تعليم الأطفال منذ صغرهم احترام العلم، والانحناء له، وفهم معناه التاريخي.
في ألمانيا، بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح العلم أداة لإعادة بناء الوحدة الوطنية. اليوم، الألمان يرفعون علمهم بفخر في المناسبات الرياضية، السياسية، والاحتفالات الوطنية.
في كوريا الجنوبية، العلم هو رمز قوي للهوية الوطنية، ويُستخدم كأداة تسويقية للبلاد، ما يعكس الابتكار، الصمود، والتأثير الثقافي العالمي.
لبنان بحاجة لهذا الوعي الوطني الجماعي. يجب أن يكون العلم اللبناني هو الرمز الطاغي في المجال العام، لا أن يكون رمزًا ثانويًا يُخفيه العلم الحزبي والطائفي.
عندما يُضعف العلم، تُضعف الأمة
التاريخ يُظهر أن فقدان العلم لسلطته يؤدي إلى الانقسام وعدم الاستقرار.
العراق (2003-2010): بعد سقوط صدام حسين، امتلأت البلاد برايات الطوائف والجماعات السياسية، مما أدى إلى فقدان العلم الوطني لقيمته، وعكس الانقسام الداخلي العميق.
يوغوسلافيا (التسعينيات): عندما بدأت الجماعات العرقية والسياسية برفع أعلامها الخاصة بدلًا من علم يوغوسلافيا، انهارت الدولة بالكامل، وأصبحت سلسلة من الدول المنفصلة.
لبنان (1975-1990): خلال الحرب الأهلية اللبنانية، اختفى العلم الوطني من بعض المناطق، واستُبدل برايات الميليشيات. كان ذلك رمزًا للانقسام، التفكك، وفقدان الهوية الوطنية.
لبنان لا يجب أن يُكرر هذه الأخطاء. يجب أن نستعيد علمنا كرمز مقدّس لا يُمس لوحدتنا الوطنية.
كيف نستعيد قوة العلم اللبناني؟
حظر رفع الأعلام غير الوطنية في الأماكن العامة
يجب أن تبقى أعلام الأحزاب السياسية داخل مقراتها ومناسباتها الخاصة.
لا يُرفع إلا العلم اللبناني على المباني الحكومية، الشوارع، والساحات العامة.
إطلاق حملة وطنية لإحياء العلم
تعليم الأطفال في المدارس تاريخ وأهمية العلم اللبناني.
دعوة البلديات، المؤسسات، والمواطنين لرفع العلم بفخر.
تطبيق قوانين صارمة لحماية العلم من الإهانة أو الاستخدام غير اللائق.
تشجيع المواطنين على الفخر بعلمهم
تحفيز العائلات اللبنانية على رفع العلم في منازلهم وأعمالهم.
إطلاق حملة إعلامية على التلفزيون، السوشيال ميديا، والأماكن العامة لتذكير الناس بأن العلم اللبناني هو هويتهم.
علم يمثل المستقبل
يجب أن يُصبح العلم اللبناني رمزًا للأمل، التقدم، والتجدد.
أي محاولة لإعادة بناء لبنان كعلامة تجارية عالمية يجب أن تبدأ بجعل العلم قلب الهوية الوطنية.
أمة بلا علم هي أمة بلا هوية
لبنان لديه كل ما يحتاجه ليصبح من أكثر الدول احترامًا وإعجابًا في العالم. ولكن لا يمكن لأي دولة أن تبني هويتها دون احترام علمها أولًا.
العلم اللبناني ليس مجرد ديكور، بل يجب أن يكون رمزًا مقدسًا لا يُمس، يجمع كل اللبنانيين، بعيدًا عن السياسة، الطائفية، والانقسام.
🚨 لقد حان الوقت لاستعادة علمنا. لقد حان الوقت لاستعادة لبنان. 🇱🇧
🔴⚪🟢 عِش تحت راية لبنان، لا تحت رايات الانقسام
Leave a comment